Tuesday, February 17, 2015

حوار مع الشيخ محمد الغزالي عن الإسلام دين ودولة


حوار مع الشيخ محمد الغزالي عن الإسلام دين ودولة


 
في قضية مقتل الصحفي فرج فودة سأل الدفاع: هل الإسلام دين ودولة؟ وما معنى هذه المقولة؟ فكان رد الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله (): الإسلام عقيدة وشريعة وعبادات ومعاملات وإيمان ونظام ودين ودولة ... ومعنى هذه المقولة ذكرته الآية الشريفة: «... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ تِبْيَٰنًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿89 النحل 16﴾»، كما قال الله تعالى: «أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًۭا ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌۭ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ ﴿114 الأنعام 6﴾»، فالإسلام دين شامل منذ بدأ من خمسة عشر قرنا، وهو دين ودولة لم تنفصل السلطة الزمنية عن المعاني الروحية، ... إلى أن قال ... وأنه لم يترك شيئا إلا وتحدث فيه، ما دام هذا الشيء يتصل بنظام الحياة وشئون الناس.
***
لمناقشة هذه الأقوال نسأل متى لم تنفصل السلطة الزمنية عن المعاني الروحية؟ هل أثناء حياة النبي؟ أم في عصر الخلفاء الراشدين؟ أم في العصور الملكية من أموية وعباسية أو فاطمية إلى أن انتهت الخلافة الإسلامية في العصر العثماني في 29 أكتوبر سنة 1923م؟ ربما نختلف مع شيخنا الجليل الدكتور محمد الغزالي يرحمه الله في ارتباط السلطة الزمنية مع المعاني الروحية. فقد عاش هذا الارتباط فقط في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ومات الرسول وانقطع الوحي وعاش الناس مع رسالة دينية لن تموت أبدا وإلى أن تقوم الساعة، ودنيا يملكونها ويطورونها حتى في نظام الحكم ذاته الذي اختلف بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، بدئا من الخلفاء الراشدين إلى أن تحول إلى ملكية ينتهي حكمها بانقلاب عسكري دموي لتنتقل السلطة إلى أسرة أخرى. أتفق مع شيخنا أن الإسلام كان دينا ودنيا ولكن بمفهوم آخر يختلف عن مفهومه "أن الإسلام يضم كل الدين وكل الدنيا". فهل يحتوي القرآن قانون المرور مثلا؟ وما هي نسبة أحكام التعزير التي وضعها بشر لم ينزل عليهم وحي، إلى نسبة أحكام القرآن أو نسبة أحكام الرسول؟

 

مناقشة الآية الأولي

... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ تِبْيَٰنًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿89 النحل 16﴾
فمن المؤكد أن القرآن ليس فيه كل شيء في الدين والدنيا. نقرأ الآيات لنعرف ما المقصود بكل شيء في القرآن الكريم؟ جاءت عبار "كل شيء" في عدد 116 آية. جاءت عن أسماء الله الحسنى: القدير (37) والعليم (24) والشهيد (8) والخالق (7) والوكيل (3) والحي والملك والمحصي والمحيط والحفيظ والرحمن (2) والمقيت والحسيب والرقيب والبصير والمقدر والمقتدر والرب (1). أما باقي التكرارات فقد جاءت لتعبر عن نطاق عمل محدد، وليس الشمول الذي جاءت به أسماء الله الحسنى.
فقول الله تعالى عن سليمان «أُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْء» لا تعني كل ما في الوجود وإلا ما انفصل عنها «عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ» وهو جزء من كل شيء، وقد وصف الله جل جلاله ملكة سبأ بأنها «أُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ» فالشيء الذي أوتيت به ملكة سبأ غير الشيء الذي أوتي به سليمان.
وَوَرِثَ سُلَيْمَٰنُ دَاوُۥدَ ۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ
ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ
﴿16﴾
إِنِّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةًۭ تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌۭ ﴿23﴾
وقوله تعالى «تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ» في سورة الأحقاف لم تعني تدمير كل الوجود ولكنها قاصرة على قوم عاد فقط فلا يُرى إلا مساكنهم فلم يشملها التدمير.
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًۭا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا۟ هَٰذَا عَارِضٌۭ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِۦ ۖ رِيحٌۭ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌۭ ﴿24﴾ تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍۭ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا۟ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴿25﴾ ﴿الأحقاف 46﴾
وعن ذو القرنين يقول الله تعالى أنه «وَءَاتَيْنَٰهُ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ سَبَبًۭا» فهل أوتي علم الأسباب كله أم جعله الله يستخدم العقل ليستنبط القوانين لما يتعرض له من مشكلات كالسد الذي بناه.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِى ٱلْأَرْضِ وَءَاتَيْنَٰهُ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ سَبَبًۭا
﴿84﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿85﴾
﴿الكهف 18﴾
في سورة الأنعام التالية «أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْء» تعنى أن الله أنعم عليهم نعما بالغة فيكون غيابها نقمة لهم. وهذه كناية عن النعم البالغة وليس من الضروري أن تكون كل النعم بل يكفي النعم الظاهرة في زمانهم.
فَلَوْلَآ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿43﴾ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ
حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَآ أُوتُوٓا۟ أَخَذْنَٰهُم بَغْتَةًۭ فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿44﴾
﴿الأنعام 6﴾
وفي سورة الإسراء يقول الله تعالى «كُلَّ شَىْءٍۢ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًۭا» فماذا فصَّل الله جل جلاله «فَصَّلْنَٰهُ» تفصيلا؟
وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ ٱلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةًۭ لِّتَبْتَغُوا۟ فَضْلًۭا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَىْءٍۢ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًۭا
﴿12﴾ وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلْزَمْنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِى عُنُقِهِۦ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ كِتَٰبًۭا يَلْقَىٰهُ مَنشُورًا
﴿13﴾ ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًۭا ﴿14﴾ مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًۭا ﴿15﴾
﴿الإسراء 17﴾
هل هما «عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ»؟ أم السبب في تعلمنا عدد السنين والحساب وهو اختلاف الليل والنهار؟ أم هو القرآن كما جاء في الآية 9 قبلها؟
إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى
لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًۭا كَبِيرًۭا ﴿9﴾
أم أنها الهداية التي جاء بها القرآن الكريم «يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ»؟ أم هي البشرى للمؤمنين «وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ»؟ أم أنه الكتاب الذي سيخرجه لنا الله يوم القيامة «كِتَٰبًۭا يَلْقَىٰهُ مَنشُورًا»؟ الذي يضم سجلا كاملا بالأعمال في الدنيا، وهذا يكفينا الحساب «كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًۭا». وتكون النتيجة «مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًۭا ﴿15﴾». ما فصله الله لنا تفصيلا هو الهداية التي جاءت في القرآن الكريم وجعلتنا نتعلم الحساب ونحصي أعمالنا الصالحة فبها سيكون لنا «أَجْرًۭا كَبِيرًۭا». فلا يعقل أن يكون في القرآن الكريم المحدود الصفحات كل تفاصيل الحياة. وقد جاء الإحصاء في موضع آخر من سورة النبأ:
إِنَّهُمْ كَانُوا۟ لَا يَرْجُونَ حِسَابًۭا ﴿27﴾ وَكَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابًۭا ﴿28﴾ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ
كِتَٰبًۭا ﴿29﴾ فَذُوقُوا۟ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴿30﴾
﴿النبإ 78﴾
فأعمال الإنسان مسجلة في كتاب فلا يحتاج إلى الحساب فسيرى يوم القيامة اعماله. وفي مجال التفصيل الذي جاء به الله تعالى لنا، نقرأ في سورة يوسف.
حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسْتَيْـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا۟ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴿110﴾ لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌۭ لِّأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًۭا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ ﴿111﴾ ﴿يوسف 12﴾
ففي قصص الرسل جميعا «تَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍۢ» وهو ذاته «هُدًۭى وَرَحْمَةًۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ». هذا هو الهدى الذي جاء به القرآن وعير عنه ب «كُلِّ شَىْءٍۢ». وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بحرم آمن يجبى إليه «ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَىْءٍ».
إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴿56﴾ وَقَالُوٓا۟ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا ءَامِنًۭا يُجْبَىٰٓ إِلَيْهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَىْءٍۢ رِّزْقًۭا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿57﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍۭ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنۢ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًۭا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَٰرِثِينَ ﴿58﴾ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِىٓ أُمِّهَا رَسُولًۭا يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى ٱلْقُرَىٰٓ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَٰلِمُونَ ﴿59﴾ ﴿القصص 28﴾
نلك إذن هي مهمة الرسل حتى لا يكون للناس حجة بعد الرسل. وهذا نفسه التفصيل الذي جاء في التوراة:
ثُمَّ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ
وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
﴿154 الأنعام 6﴾
وَكَتَبْنَا لَهُۥ فِى ٱلْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ مَّوْعِظَةًۭ وَتَفْصِيلًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍۢ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا۟ بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُو۟رِيكُمْ دَارَ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴿145 الأعراف 7﴾
وهو نفسه التفصيل الذي جاء في القرآن الكريم:
ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَٰهُمْ عَذَابًۭا فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُوا۟ يُفْسِدُونَ ﴿88﴾ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍۢ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ تِبْيَٰنًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
﴿89﴾ ۞ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ وَإِيتَآئِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ وَٱلْبَغْىِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿90﴾ وَأَوْفُوا۟ بِعَهْدِ ٱللَّهِ
إِذَا عَٰهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا۟ ٱلْأَيْمَٰنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿91﴾ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثًۭا تَتَّخِذُونَ أَيْمَٰنَكُمْ دَخَلًۢا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
﴿92﴾ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةًۭ وَٰحِدَةًۭ وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَلَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿93﴾
﴿النحل 16﴾
فهو تبيان لأمر الله ب«ٱلْعَدْلِ» و«ٱلْإِحْسَٰنِ» و«إِيتَآئِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ» ونهيه عن «ٱلْفَحْشَآءِ» و«ٱلْمُنكَرِ» و«ٱلْبَغْىِ» والوفاء «بِعَهْدِ ٱللَّهِ» ولم يأتي بتفاصيل الأمور المعيشية يل بوصايا عامه. جاء الإسلام بهذه القيم العليا كما جاء بأمور الدين لا الدنيا كما توضحه الآية التالية:
ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْرِ
فَٱتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
﴿18 الجاثية 45﴾
والأمر هو كل الأمور السابق ذكرها من مكارم الأخلاق فهي مكملة للدين. فإن اختلفتم في الدين «وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» وهو ما تؤكده الآية السابقة مباشرة:
وَءَاتَيْنَٰهُم بَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْرِ ۖ فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
﴿17﴾
لأن الحساب على الدين لا يكون إلا يوم القيامة فقط وليس في الدنيا «يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ».

 

أما الآية الثانية

أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًۭا
ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌۭ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
﴿114 الأنعام 6﴾
«أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا» حكَما لماذا؟ هل حكما لكل شيء في الوجود، الدين والدنيا؟ يقول تعالى «وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًۭا» أي أننا سنجد حكم الله جل جلاله في الكتاب المفصل وهو القرآن الكريم. التفاصيل تعنى كل شيء عن الموضوع. فهل حوى القرآن الكريم كل تفاصيل الحياة الدنيا؟ لا شك أننا نعلم أننا نعيش في عالم مختلف عن العالم الذي عاش فيه الرسول عليه الصلاة والسلام. بل نعيش في عالم مختلف عما حدث في السنة الماضية. فلابد أن التفصيل هنا تخص الدين وحده. ولم يتغير الدين منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة. ولكن عالمنا يتغير بقدر ما يصل إليه علمنا. وقد خلق الله الكون وهو آية من آياته كما أنزل إلينا رسالته التي تخبرنا بوجوده وتهدينا إلى أن نشق حياتنا في هذه الدنيا بهدي الكتاب. فالكتاب موجود بين أيدينا، في عالم الشهادة، نقرأه كما نقرأ الظواهر الطبيعية في الكون. كل له مجاله، القرآن نعرف منه الدين ومكارم الأخلاق والكون نعرف منه الدنيا القوانين، سواء كانت ظواهر الطبيعة أو القوانين التي نتحاكم بها، وأساليب الحكم. القرآن لا يغني عن آلاف الكتب التي ألفها البشر عن الكون ولكنه الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الدين وهو من تأليفه سبحانه وتعالى للتعريف به وهداية الناس كما وصفه الله جل جلاله في أول سورة البقرة «ذَٰلِكَ ٱلْكِتَٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى
لِّلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾
». فما هو الهدى الذي ذكره الله في الآية الخامسة «أُو۟لَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى
مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴿5﴾
»؟ فما هو ذلك الهدى؟
ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ ﴿3﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلْـَٔاخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾
حياتنا في الدنيا بين خيارين فمن تبع هدى الله فهو المهتدي.
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ﴿5﴾ وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ ﴿6﴾ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ ﴿7﴾ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ ﴿8﴾ وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ ﴿9﴾ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْعُسْرَىٰ ﴿10﴾ وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ ﴿11﴾ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ
﴿12﴾
﴿الليل 92﴾
وقد جاءت كلمة "هدى" في القرآن في 91 آية. وتبدأ الهداية من نزول عائلة أدم عليه السلام من الجنة إلى الأرض مكان الاختبار:
قُلْنَا ٱهْبِطُوا۟ مِنْهَا جَمِيعًۭا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًۭى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿38﴾ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَكَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَآ أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴿39﴾﴿البقرة 2﴾
وتستمر إلى آخر الأنبياء محمد عليه السلام؟
نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ ﴿3﴾ مِن قَبْلُ هُدًۭى
لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌۭ شَدِيدٌۭ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌۭ ذُو ٱنتِقَامٍ ﴿4﴾
﴿آل عمران 3﴾
فيبقى هاديا إلى أن تقوم الساعة.
ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ دِينَهُمْ لَهْوًۭا وَلَعِبًۭا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا ۚ فَٱلْيَوْمَ نَنسَىٰهُمْ كَمَا نَسُوا۟ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿51﴾ وَلَقَدْ جِئْنَٰهُم بِكِتَٰبٍۢ فَصَّلْنَٰهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًۭى
وَرَحْمَةًۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُۥ ۚ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُوا۟ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا۟ يَفْتَرُونَ ﴿53﴾
﴿الأعراف 7﴾
فماذا تقول الآية في سياقها القرآني.
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍۢ قُبُلًۭا مَّا كَانُوا۟ لِيُؤْمِنُوٓا۟ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿111﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّۭا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًۭا ۚ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿112﴾ وَلِتَصْغَىٰٓ إِلَيْهِ أَفْـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْـَٔاخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا۟ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿113﴾ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًۭا ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌۭ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
﴿114﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًۭا وَعَدْلًۭا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴿115﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿116﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴿117﴾ فَكُلُوا۟ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِـَٔايَٰتِهِۦ مُؤْمِنِينَ ﴿118﴾
﴿الأنعام 6﴾
إنها مشيئة الله التي جعلتنا مسلمين بمشيئته وليس بالمعجزات مثل «نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍۢ». ولمن لا يؤمنون بالآخرة «وَلِتَصْغَىٰٓ» أي لكي يميلون إلى «زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًۭا» الذي «يُوحِى» به «شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ»، «وَلِيَرْضَوْهُ» ويدّعوا ما هم مدعون، نقول لهم «أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا» وقد «أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًۭا». لقد «تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ» و
«لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ» ومنها نعرف اليوم الآخر ومآلنا إليه جل جلاله. فالكثير من أهل الأرض يتبعون «ٱلظَّنَّ» فعلومهم لا تؤكد وجود الآخرة. فهذا الكتاب هو البرهان الوحيد لوجود الله والعالم الآخر، أما المعارف والعلوم فهي مختصة بعالم الشهادة وهذا ما استخلف الله الإنسان عليه. فاستخدام المنطق للبرهان على وجود الله واليوم الآخر، من علوم الغيب، يُضل الناس ولا يهديهم.

 
عزت عبد المنعم هلال
كل ما أكتبه هو وجهة نظر يمكن أن تكون صوابا أو خطأ وأرجح صوابها ولذا كتبتها وهي دائما معروضة للحوار فإن ثبت خطئها فلا مانع من تصحيحها فلا يوجد أي مقابل لها يمنعني من الأخذ بعكسها. إنني على قناعة بأنه لا سلطة في الدين الإسلامي والوسيلة الوحيدة لنشر الإسلام هي:
ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴿125 النحل 16﴾
ولذا كانت وجهة نظرنا استبعاد المؤسسة الدينية من السلطة إلى المجتمع المدني تنتج فيها نخبة من الشعب وليست مفروضة عليه من السلطة. فلا يوجد أي حرج من الاختلاف مع إنسان له عندي تقدير خاص هو الشيخ محمد الغزالي. وكتابه " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" أعاد الإسلام إلى القرآن الكريم ليكون له الكلمة الأولى في الإسلام.

 

من منشورات

فبراير 2015

No comments: