Wednesday, July 2, 2008

بحلم بدقّية بامية باللحم الضاني


بحلم بدقّية بامية باللحم الضاني
***

نعم، هذا هو حلمي، فمن سمات الأحلام أن تكون صعبة المنال. ويحلم عجوز آخر مثلي بأن تعود الأخلاق، فقد فسدت الأخلاق حتى علماء الأزهر لم يعد لديهم أخلاق. هذا حلم أزهري تجاوز الستين وسعيدٌ بإبنه الذي يعمل بائعا بعد حصوله على العالمية الأزهرية. ويحلم شاب في منتصف العمر أن يكون ابنه لاعب كرة. هو نفسه لم يحقق حلمه بأن يكون أستاذا جامعيا رغم أنه كان أول دفعته. ويحلم ابن الصحفي بهجت قمر أن يكون صحفيا. ويرى الصحفي ياسر، الذي نوهت منى الشاذلي عن حكمته وذكائه في بداية الحوار، أن الأحلام فردية ولا يوجد أحلام جمعية أو أحلام أمة ودليله على ذلك أن السد العالى كان حلما شخصيا لعبد الناصر ولم يكن حلم الأمة كما ادعى المغني عبد الحليم حافظ. وقالت نوارة نجم أن الشعب المصري بالغ الحكمة والذكاء ولذا فهو لا يحلم لأنه بحكمته وذكائه تيقن بأن أحلامة لن تتحقق وأجهضت منى الشاذلي حلم نوارة نجم في الكلام وذهبت إلى فاصل إعلاني.

يوم الأحد الماضي 28 يونيو 2008 حضرت حفل كتاب "الطلبة والسياسة"، رسالة الدكتوراة لأحمد عبد الله رزة الذي ترجمته الكاتبة الثائرة إكرام يوسف إلى العربية. اعترض أحد الحاضرين على قول الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بأن أحلام جيل 68 قد أجهضت. كان المعترض من هذا الجيل الذي ثار بعد هزيمة يونيو 1967، فهو لا يزال يحلم ولم يتوقف حتى الآن عن الحلم. وتنازلت المذيعة الرائعة منى الشاذلى عن دورها المهني وتحدثت عن حلمها وهو أن تكون نافعة، فقط نافعة للناس فهي لم تحدد في حلمها كيف تكون نافعة. ولما كان أكذب الشعر أجمله فقد قال الشاعر محمد بهجت قمر "وقد حققت حلمك" وأضاف الصحفي ياسر "وقابلت الرئيس بوش" بينما ظلت نوارة نجم صامته، ولم تخجل منى الشاذلي كعادتها من المديح وقالت بأنه لا زال أمامها الكثير من الأحلام فلم تتوقف عن الحلم.

وسألت أحد الأطفال وكنا نتناول طعام الغذاء "تحب تطلع إيه لما تكبر؟" فرد بثقه وإصرار "أحب أطلع على التربيزة" ولما كان في مستطاعي أن أحقق حلمه فقد حملته إلى جانب طاجن البامية باللحم الضاني ليشاركنى أجمل وجبة.


عزت هلال