Monday, March 23, 2015

ما هي الشريعة؟


إشكاليات تطبيق الشريعة

ما هي الشريعة؟


 
عزت عبد المنعم هلال ()

 
يدور الجدل في الأروقة السياسية عن تطبيق الشريعة الإسلامية. وتتبنى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية (تيار الإسلام السياسي) هدف تطبيق الشريعة الإسلامية، بينما تقول الأحزاب المدنية الأخرى أنها أيضا ذو مرجعية إسلامية وأن الشريعة الإسلامية بالفعل مطبقة. فما حقيقة الموقف السياسي من الشريعة؟ بل ماذا يقول لنا القرآن الكريم عن الشريعة؟ للإجابة عن هذا السؤال استخدمنا المنهج اللفظي () لتحليل ألفاظ القرآن الكريم الواردة بهذا الشأن. تكرر استخدام القرآن الكريم للتركيبات اللغوية للجذر (ش ر ع) خمسة مرات فقط لا غير. وفي إطار هذه الخمسة استخدامات حدد القرآن الكريم الدور الذي لا يجب أن يتجاوزه المسلمون في علاقتهم مع الله جل جلاله والدين المرسل لهم ودنياهم التي يعيشون فيها.


 

الشريعة في اللغة

المعنى المحوري في المعجم الاشتقاقي لمحمد حسن جبل (): شق منفذ إلى الماء (أو المائع الطيب المُرْوي) للتناول بتمكن واتساع ودوام. الشِرعة -بالكسر، والشريعة في كلام العرب: مَشْرَعَة الماء، وهي مَوْرد الشاربة (أي المكان الذي ينزلون منه إلى ماء النهر) فيشربون منها ويستقون. وربما شرّعوها دوابَّهم حتى تشرعها وتشرب منها، والعرب لا تسميها شريعة حتى يكون (الماء) عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهرا مَعِينًا لا يُسْقى بالرشاء. شرعت الدواب في الماء أي دخلت. شرع الوارد: تناول الماء بفيه (أي كما تشرع البقر والجواميس في النهر لتشرب).
وفي المعجم الوسيط () نقرأ المعاني التالية:
(شرَع) اللهُ الدِّينَ: سنَّه وبيَّنه، أوضحه وأظهره
(شرع) الأمر: جعله مشروعاً مسنونا
(شرَع) المُشرِّعُ الأمرَ: جعله مُباحًا
(اشْتَرَعَ) الشريعةَ: سَنَّها. واتبعها. يقال: اشترع شِرْعة فلانٍ: تَبع نهجه
(التشْريعُ): سَنُّ القوانين.
(المَشْرُوعُ): ما سوَّغَهُ الشَّرْعُ.
جاءت مشتقات الجذر (ش ر ع) في خمسة مواضع في القرآن الكريم. جاءت في صيغة حال «شُرَّعًا» للفعل تأتيهم، وجاءت في صيغة الفعل الماضي مرتين «شَرَعَ» و «شَرَعُوا»، وجاء اشتقاقين في صيغة الاسم «شِرْعَةً» و «شَرِيعَةٍ».

 

في صيغة الحال «شُرَّعًا»

يقول الله تعالى:
وَسْـَٔلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًۭا
وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا۟ يَفْسُقُونَ ﴿163 الأعراف 7﴾
وجاء هذا الاشتقاق كحال «شُرَّعًا» للفعل يأتي «تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا»، أي جاءت واضحة ظاهرة بيّنه لا تخطئها عين. فمن الواضح أن أسماكهم كانت تأتيهم يوم أجازتهم (السبت) واضحة وظاهرة. فالشريعة هي الموضحة والدالة على الشيء، كشراع السفينة.

 

في صيغة الفعل «شَرَعَ» و «شَرَعُوا»

أما في صيغة الفعل فقد جاءت على لسان نوح «شَرَعَ» وعلى لسان الكفار «شَرَعُوا». يقول الله تعالى:
شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ
مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًۭا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُوا۟ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ ٱللَّهُ يَجْتَبِىٓ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىٓ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿13 الشورى 42﴾
الفاعل في هذه الآية «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ»، هو "الله جل جلاله" والمفعول به هو "من الدين". أي أن الله شق لنا طريقا، من الدين، لنبع دائم لا انقطاع له. وجاءت هذه الوصية على لسان نوح وهي ذاتها ما أوحينا إليك يا محمد ونفس الوصية جاء بها «إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ» وصية واحدة لدين واحد. ما شرعه الله لنا هو الدين وليس لبشر أن يتدخل في شريعة الله جل جلاله ... لا نبي ولا رسول ولا رئيس دولة ولا مجلس نواب ولا رب أسرة. فالقضية هنا في اختلاف الأديان لا يحكم فيها إلا الله جل جلاله وفي يوم القيامة وهذا ما أكدته الآية التالية لها مباشرة:
وَمَا تَفَرَّقُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌۭ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ
إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّۭى لَّقُضِىَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِنۢ بَعْدِهِمْ لَفِى شَكٍّۢ مِّنْهُ مُرِيبٍۢ
﴿14﴾
لم يضع لنا الله جل جلاله شريعة الدنيا بمعنى دستور لدولة ولا قانون يتحاكم به البشر في تعاملاتهم الدنيوية، وتركها لنا نضعها وفقا لزماننا وظروفنا الاجتماعية والبيئية. فالدين ثابت لا يتغير أما الدنيا فمتغيرة. فمن يدّعي أنه يريد تطبيق شريعة الله يخادع الناس بغير علم فشريعة الله هي دين الله كما تنص الآية، وهي بالاختيار الحر لا جبر فيها. وعلى ذلك كل الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية باطلة وخارجة على تعاليم الإسلام وشريعة الله. ما هو دور الأحزاب السياسية؟ الحزب السياسي له رؤية يسعى لتطبيقها بالوصول إلى السلطة. فهدف الحزب السياسي هو الوصول إلى السلطة وتشكيل حكومة تنفذ مشروعه السياسي. وهذا في رأيي ليس مهمة الدين فالدين هو اختيار لا إزعان وجبر. فمهمة نشر الدين تكون للدعاة بالتوعية والتثقيف وترك الخيار للناس «فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ» وقد أمرنا الله بالدعوة ولم يمنح أحد السلطة الدينية حتى الرسول «لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ» فلا يملك أحد فرض أي قانون باسم الله مطلقا فما بالك بدولة متعددة الديانات. فهل يملك أي إنسان الحق في تطبيق شريعة الله جبرا على الناس؟ لنا أن نختار بين الدولة السياسية التي تتعدد فيها ديانات مواطنيها، وبين الدولة الدينية التي ينتمي جميع أفرادها الي دين واحد، وباقي المواطنين المنتمين إلى ديانات أخرى ليس لهم حقوق المواطنة كاملة، وليس هناك دولة بين الإثنين، إما دولة سياسية أو دولة دينية. هناك اشكاليات تمنع وتدحض دعوة تطبيق الشريعة الإسلامية من الأساس.
أما الصيغة الثانية للفعل فقد جاءت على لسان غير المسلمين:
أَمْ لَهُمْ شُرَكَٰٓؤُا۟ شَرَعُوا۟ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنۢ بِهِ ٱللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ ﴿21 الشورى 42﴾
والفاعلون في هذه الآية «شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ» هم الشركاء الذين يشركون بالله والمفعول به هو أيضا "من الدين" وقد شرعوا لهم ما لم يأذن به الله. ولم يؤمر الرسول عليه الصلاة والسلام بمحاربة هؤلاء المشركون فقد أجل الله حسابهم إلى يوم القيامة «وَلَوْلَا كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ». فاختلاف الإيمان لا حساب في الدنيا عليه. أي أن هناك طريقان أحدهما لله جل جلاله والآخر، المناقض له، لشركاء الله الذين يدّعون وكلاهما "من الدين".

 

في صيغة الاسم «شِرْعَةً» و «شَرِيعَةٍ»

وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ ۚ لِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةًۭ وَمِنْهَاجًۭا
ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةًۭ وَٰحِدَةًۭ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۖ فَٱسْتَبِقُوا۟ ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًۭا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿48 المائدة 5﴾
لا يعني قوله تعالى «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا» أن الله جعل لليهود شريعة وللمسيحيين شريعة أخرى ولنا نحن المسلمين شريعة ثالثة (). فشريعة الله (بيان دينه) واحدة لكل من اليهود والمسيحيين والمسلمين، فإن الشرعة وهي الشريعة أيضا، هي ما يبتدأ فيه إلى الشيء ومنه يقال: " شرع في كذا " أي: ابتدأ فيه. وكذا الشريعة وهي ما يشرع منها إلى الماء. أما «مِنْهَاجًۭا»: فهو الطريق الواضح السهل. وأرى أن فهمها بأن الفروض والمحرمات تغيرت من دين إلى دين، هو فهم خاطئ لأن الدين واحد «إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلْإِسْلَٰمُ
ۗ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
﴿19 آل عمران 3﴾» والاختلاف كما بينه الله جل جلاله هو اختلاف بغي، فلم يأتي خاتم الأنبياء والرسل محمد عليه الصلاة والسلام بدين جديد بل على الحنيفية دين أبو الأنبياء إبراهيم «... قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِـۧمَ حَنِيفًۭا ... ﴿135﴾ اليقرة 2». كما أن اختلاف الأديان عن بعضها البعض في زمن نزول الآيات إليهم وطبيعة الناس في هذا الزمان وهذه الاختلافات يعالجها كل نبي بين قومه ولا شأن لها في أصل الدين، الحنيفية السمحة، فما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا. لقد جعل الله تعالى كلمة «مِنْهَاجًۭا» لاحقة لكلمة «شِرْعَةًۭ» لتدل على معناها وهي المنهج والطريق للوصول للحق وتكون «شِرْعَةًۭ» بمعنى البيان والعلامة وابتداء الشيء، «وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةًۭ وَٰحِدَةًۭ».
أما قوله تعالى عن الشريعة فقد جاءت مطابقة لقوله تعالى «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ» مضافا إليها «ٱلْأَمْر» وهو الدين.
ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْرِ
فَٱتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
﴿18 الجاثية 45﴾
فلا تتبع أهواء اللذين لا يعلمون بل اتبع الأمر الذي أنزله الله عليك. والأمر كما تعنى الدين تعنى أيضا الدنيا فالنبي يحكم في الدنيا بأوامر الله ورعايته. وفي الآية السابقة لها مباشرة بيان أن الأمر هنا من الدين لا الدنيا.
وَءَاتَيْنَٰهُم بَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْرِ ۖ فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿17﴾
فقضاء الله يوم القيامة فيما هم فيه مختلفون دليل على أن الأمر هنا عن الدين وليس عن الدنيا كما في قوله تعالى.
فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ ﴿159 آل عمران 3﴾
فالشورى عن أمور الدنيا وليس الدين فإذا قضى الله ورسوله أمرا فلا خيار لهم.
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍۢ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًۭا مُّبِينًۭا ﴿36 الأحزاب 33﴾

 

الخلاصة

الشريعة التي جاءت في القرآن الكريم هي فقط عن الدين. فقد جاء القرآن الكريم كآخر رسالة لآخر نبي عن الدين وترك شئون الدنيا للناس. لأن الرسول، عليه الصلاة والسلام، كان نبيا فقد كان يحكم الناس تحت رعاية الله وفقا للنظام السائد في عصره. لذا لم يكن مناسبا أن ينزل الله تشريعا بتحريم العبيد في عصر كان العبيد يشكلون نمطا اقتصاديا لا يمكن الاستغناء عنه. ولكن سرعان ما وجد الناس بعد موت الرسول، عليه السلام، أنهم في حاجة ماسة لتشريعات جديدة لم تذكر في القرآن الكريم ولا في سيرة النبي. الدنيا متغيرة لا يصلح معها تشريع سماوي واحد يعيش إلى أن تقوم الساعة أما الدين فواحد لا يتغير منذ أن خلق الله السماوات والأرض.

 

دعوة للحوار

هذه إشكالية من إشكاليات عشرة تنفي عن الإسلام السُلطة وعلينا أن ننظر إلى الإسلام كوسيلة ثقافية لكل البشر وليس للمسلمين فقط. الإسلام كدين توحيد لله جل جلاله يحتوي قيما أخلاقية يعتبر وسيلة تنويرية ترتقي بالإنسان. وأكبر دليل على ذلك هو انسجام المغتربين المسلمين في بلدانهم التي تحكم بغير الشرع الإسلامي كما يقولون بل باجتهادات بشرية لا تخالف الدين، أي دين، إلا أن يقول هذا الدين بقتل من لا يؤمن به. الوسيلة الوحيدة لنشر الإسلام والدعوة له هو كحركة تنويرية بالموعظة الحسنة والدعوة السلمية لا سلطان إلا قلوب مستقبليه. هذا اجتهاد بشري ينطلق من قول الله جل جلاله:
أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ﴿24 محمد 47﴾
هذه الدراسة اجتهاد بشري قد يصيب وقد يخطئ نفتح به حوارا كي نفهم رسالة الله الخاتمة، فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة.

 
عزت عبد المنعم هلال؛ eahelal@gmail.com؛ القاهرة؛ 10 فبراير 2015؛
تطلب شرائح العرض للمحاضرات والندوات من الكاتب.

 
من منشــورات
فــــبراير 2015

 

No comments: