Saturday, April 26, 2008

هل نجحت حملة حماية؟


هل نجحت حملة حماية؟
***


أطلق الداعية الإسلامي عمرو خالد حملة لتشجيع علاج الإدمان في الوطن العربي وفي حفل ختام الحملة أعلن أن الحملة نجحت. وقال إن المستهدف من الحملة كان لصق مليون استيكر ووصلنا إلى "3 ملايين" وكان المستهدف من الإنشطة "5 آلاف" ووصلنا إلى "50 ألف نشاط"، وكان المستهدف أن يبدأ 5 آلاف مدمن برنامج العلاج.. واليوم ومع انتهاء الحملة بلغ عدد المدمنين الذين وقعوا استمارات طلب العلاج 7200 مدمن من الذكور والإناث. (راجع موقع محيط )

وقد أعلن الداعية النجم في بداية الحملة عن ثلاثة أهداف:

1- لصق مليون ملصق عن الحملة.
2- تفعيل 5 آلاف نشاط للحملة.
3- بدء علاج 5 آلاف مدمن.

ولما كان النجاح يقاس بما تحقق من الأهداف فقد أعلن الأستاذ عمرو خالد نجاح الحملة .. فلغة الأرقام لا تكذب على شعوب أمية لا تعرف القراء. وعلينا أن نعيد قراءة الأرقام من جديد حتى نتأكد بأن المحاسب عمرو خالد لم يخدعنا بأرقامة.

الأهداف الثلاثة التي أعلنها الداعية الشاب هي كذبة أطلقها الداعية الإسلامي، أو على أقل تقدير وبفرض حسن النوايا، هي جهل. فلا يمكن أن نعتبر الإعلان عن منتج هدف من ضمن الأهداف. فالهدفان، الأول والثاني، لا يمكن أن نعتبرهما هدفين بل تكاليف تدخل في جانب المدين، ذلك في علم المحاسبة الذي ربما يتقنه المحاسب عمرو خالد. فإذا زاد عدد الملصقات عن مليون ملصق ليصل إلى ثلاثة ملايين فإن ذلك يعني خسارة تساوي ضعفي المخطط للتكلفة تحت هذا البند (بند الملصقات). وكذا عندما يزيد عدد الأنشطة ليصبح 50 ألف نشاط فهذا يضيف إلى الخسارة عشرة أضعاف المخطط من تكلفة الحملة في هذا البند (بند الأنشطة الدعائية). أما الهدف الثالث وهو بدء علاج 5 آلاف مدمن فهو الهدف الوحيد (المنتج الوحيد للحملة). فماذا قال عمرو خالد عن نجاحة في تحقيق هذا الهدف الوحيد لبدء علاج خمسة آلاف مدمن؟ قال أنه تلقى طلبات من 7200 مدمن. إنه، أي الداعية الإسلامي، يتحدث عن طلبات للعلاج، ليخدعنا مرة آخرى.

فما عدد من بدئوا العلاج بالفعل؟ سمعت السيد عمرو خالد يقول للإعلامي أحمد المسلماني، في طبعته الأولى، أن من بدء العلاج يصل إلى 1600 وفي غمرة تهليل الإعلامي الرائع أحمد المسلماني للنجاح .. ضاع هذا الرقم الذي يمثل أقل من ثلث المستهدف! وقال لي أحد أصدقائي أنه سمع أن من بدء العلاج بالفعل هم 1000 وليس 1600 أي خُمس المستهدف. وبحثت عن رقم من بدئوا العلاج على شبكة الإنترنت ولكنني لم أجد أي موقع يتحدث عن هذا المؤشر الذي أظن أنه مؤشر من مؤشرات النجاح المهمة. ولم يقل لنا المحاسب الذي يتقن لعبة الأرقام: هل هذا الرقم في مصر وحدها أم في العالم العربي أجمع؟ وكم نسبة من يتلقون العلاج بالمجان مقارنة بمن يدفعون الثمن الباهظ لعلاج الإدمان؟ وما هي النسبة الطبيعية للتردد على مستشفيات علاج الإدمان قبل البدء بالحملة لكي نحسب عدد من أضافتهم الحملة؟


فهل نجحت حملة عمرو خالد التي شارك فيها الأمم المتحدة وشرطة دبي والعديد من المواقع على الإنترنت والعديد من وسائل الإعلام العربية وشباب مصر المهووس بعمر خالد؟ كل هذا في الوقت الذي يثور فيه شباب مصر من سوء ما وصل إليه ويدعوا إلى مظاهرات سلمية لعلاج مشكلاته من بطالة وفقر ومرض وعنوسة و ...


***

عندما بدئت الحملة لفت نظري الشعار الجميل للحملة - اليد الحمراء (أوقف المخدرات) ورائها التفاحة الخضراء (غير حياتك) وتحتها جملة إنجليزية إستوقفتي، أنا الذي لم يتلقى تعليمه في مدارس أجنبية، لأتسائل هل الحملة موجهة للعالم العربي الذي يتحدث اللغة العربية أم الشباب الأجنبي الذي يعيش في العالم العربي ولا يعرف العربية؟ أم هي منظرة لا تليق بداعية إسلامي! وقد ذكرتني بداعية إسلامي جميل إسمه مبروك يحشر في دعوته الكثير من المفردات الإنجليزية حتى يفهم مريدية. وفي نهاية الحملة الناجحة يحق لي أن أتسائل كم عدد المتحدثين بالإنجليزية الذين بدئوا العلاج من إحمالي الألف مدمن الذي أعلن عنهم عمرو خالد؟

يقول الداعية عمرو خالد:

(لأن المشكلة أكبر منهم، طب الموضوع محتاج إيه؟ محتاج إن الناس تتحرك، محتاج أنتم وأنا، محتاج الشباب يقول: "احنا لازم نشارك في حل الموضوه ده"... ومن هنا جت فكرة حملة "حماية".)

نعم المشكلة يا أستاذ عمرو أكبر من الجهات الرسمية التي لم تستطع حتى أن تقضي على الأمية رغم الملايين التي ينفقونها لمحاربة الأمية.

ويقول الأستاذ عمرو:

(الجهات اللي شغاله في الموضوع ده سواء حكومات، شرطة، أو وزارات صحة، أو جهات توعية.. كل الجهات دي مش عارفة تحل رغم إنها بتبذل مجهود كبير... ليه؟!)

ليه يا أستاذ عمرو؟ هل عرف الأستاذ عمرو خالد لماذا لا تستطيع هذه الجهات الرسمية أن تحل مشكلة الإدمان وانتشارها بين الشباب؟ وهل استطاع أن يحل أستاذنا الفاضل المشكلة في حملته - حماية؟

كنت في يوم من الأيام مستشارا لنظم المعلومات في هيئة الأبنية التعليمية وسمعت من الخبراء أن مشكلة الأمية في مصر ليست في كبار السن الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ولكن المشكلة الحقيقة في الأعداد المتزايدة من المتسربين من التعليم في المراحل الإبتدائية والإعدادية. هذا هو الباب الذي يدخل منه الأميون إلى مجتمعنا ولا تستطيع الحكومة أن تقفل هذا الباب بسبب سياستها التعليمية الفاشلة مثلما هي عاجزة عن محو أمية الكبار .. أو ربما هي راضية عن أمية الكبار والصغار. هل عرفت أستاذنا الفاضل عمرو خالد لماذا تعجز حكوماتنا عن حل مشكلة إنتشار الإدمان بين شبابنا؟ ربما تكون راضية عن وجود أكثر من 4 مليون مدمن كما هي راضية عن مجهوداتك الرائعة وأرقامك الكاذبة ودعاياتك التي تساعدك فيها وسائل إعلامهم. المشكلة يا أستاذ عمرو، حلها الأساسي هو قفل الباب الذي يدخل منه المدمنون قبل أن نعالج المدمنين .. فالداخل إلى عالم الإدمان أكثر من الخارج منه. وهذه معركة لا يمكن أن يشارك فيها الداعية الإسلامي الكبير عمرو خالد. ربما لأنها غير منصوص عليها في التوصيف الوظيفي للدعاة الجدد.

أعرف أنني أسبح ضد التيار .. هذا التيار الجارف التي تصب موجاته المتنوعة من دينية وعلمانية - يسارية ويمينية في مجرى واحد هو تخريب مصر ومن حولها من البلدان المنكوبة. فقد أصبحت الخيانة وجة نظر، والعصابات الصهيونية التي سرقت أرض فلسطين دولة شرعية تحميها الأمم المتحدة، وقريبا قد تطالب عصابات المافيا الشهيرة بوطن قومي لها وربما تكتفي بسفارات في البلدان العربية مثل فرسان مالطا الصليبية، وقد أصبحت مقاومة المحتل إرهابا، والخوف الذي تشيعه جهات الأمن أصبح إسمه أمن وأمان، والمد الشعبي وحركات الرفض أصبحت قلة مندسة، والإحتلال أصبح شرعية دولية، والديموقراطية تساند الديكتاتورية، والإحتكار والفساد أصبح فكر جديد. وفي وسط هذه الفوضى، أصر على السباحة، والغريب أنها سباحة ضد التيار، رغم أنني نسيت السباحة منذ أن ابتعدت عن مدينتي الصغير - المطرية دقهلية - على شاطئ بحير المنزلة في الستينات من القرن الماضي.


عزت هلال


6 comments:

Ghada , Rofayda said...

ا/ عزت هلال
اولا :شكرا لاهتمامك بحمله حمابه :)و متابعتها منذ اول لحظه كما ذكرت و حتي اظهار النتائج,
ثانيا: تعليقي علي مجمل حديث حضرتك : بغض النظر عما اتهمتنا نحن الشباب الذي شارك في الحمله باننا اميين وننساق وراء اي احد واي فوره يطلقها اي احد(خدعوك فقالوا يا فندم) الا ان تعليقي حول؟
يتلخص في سؤال: - هل مفترض علي عمرو خالد ان يكون مسؤول امامك او امامي او امام اي انسان ان يحل ازمه المدمنين في مصر؟ او في العالم العربي ؟ او حتي علاج 5000؟ او حتي 5افراد؟

في انتظار رد حضرتك لنكمل الحديث

Unknown said...

السلام عليكم
الاخ الكريم عزت
جزاكم الله خيرا على الاهتمام بامور المسلمين
ولكن بالفعل نجحت حمله حمايه
نجحت فى ايقاظ الناس لخطر مثل المخدرات الذى ربما دفن عن عمد
حتى ولو نجح عمروخالد فى علاج شخص واحد فقط اليس ذلك انقاظ لاسرتين كاملتين
هى اسره المدمن من والديه واخوته ثم اسرته الاخري من زوجته واولاده
بالاضافه الى المحيطين به من جيران واصدقاء
هذا غير ان كل شخص يتم علاجه يمكن ان يجذب اخرين بعد ذلك

عمرو خالد لأنه متميز فانه تحرك عمليا ونفذ مشروعا ضخما ليحارب المخدرات
وذلك بدلا من ان يهاجمها فقط فى احاديثه هذا غير اننا نجد دعاه كبار لا نكاد نسمع لهم كلمه واحده لافى المخدرات او فى غيرها من القضايا العامه
ويرفض البعض اى انتقاد لهم بل ربما لا نكاد نسمع انتقاد بالفعل لهم

أما عن الأهداف
كان مستهدف توزيع مليون ملصق فتم عمل 3 مليون وهو أمر جيد بل ممتاز
فنجحت فى تذكير الناس بهذه المشكله فيتنبه الناس سواء المدمنين أو جيرانهم
وبالتالى فهى ليست تكاليف ضائعه فالحملات الدعائيه ليست اموال ضائعه
واسأل الشركات الكبري فى ذلك الامر

كان مستهدف عمل 5 الاف نشاط وبالفعل تم عمل 50 ألف نشاط وهو يندرج ايضا تحت الدعايه والتنبيه والايقاظ فى النقطه السابقه

كان مستهدف علاج 5 الاف مدمن وتقدم 7200 وهو رقم ممتاز
وحتى ولو كان قد بدأ العلاج 1600 فقط فهو رقم متميز
فالباقى سياتى باذن الله عن قريب
هذا غير ان 1600 مدمن يتم علاجهم فكما قلت انه بذلك قد انقذت الاف الاسر من اهل وجيران

الشعار جيد واما موضوع اللغه الاجنبيه فى الشعار
فانا اعتقد انك تري ان الشعار مكتوب بالفعل باللغه العربيه داخل اليد والتفاحه
وتحته مكتوب بالانجليزيه ربما لجذب هؤلاء المصريين الذين ربما يتحدثون الانجليزيه افضل من العربيه

اعتقد ان داعيه مثله تحرك وانجز خير لنا ان نشجعه لا ان نهاجمه ونثبطه
وبذلك نهدد ونرهب من يفكر فى اى عمل عام
اعتقد انه يكفى عليه التضييقات الامنيه
جزاكم الله خيرا
أخوكم
محمود فوزى

Unknown said...

استاذنا الفاضل
عزت هلال
حملة حماية هى بداية واعتبرها بمثابة طوبه فى الماء الراكد وتلفت الانتباة لعدوى استشرت بيننا ..سعيد بزيارتى لتلك المدونة واتمنى لك دوام التوفيق ..

انا من اهوى ومن اهوى انا said...

والدى العزيز اسمح لى ان اقول والدى

وذلك لكون سنى لا يترك مجالا الا ان اكون فى سن أبنائك

اشكر ك من صميم قلبى على اهتمامك بحملة حماية وهى كما يظهر من اسمها حماية فهى حماية للإنسان فى نفسة وبدنة وعقلة ورزقة ، فهى أمر من أوامر الله عز وعلى فى محكم تنزيلة حيث قال ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكه فهى وان لم تنجح على المستوى العلاجى الا انها حركت الاذهان ورأها الكثير ممن راجعوا أنفسهم وأرادوا العلاج، ورأها الاصحاء والاسوياء وزاد إيمانهم وحمدوا الله على نعمته وعلى عدم ابتلائهم بهذا الادمان

نسأل الله العلى العظيم ان يهدى شباب المسلمين رجالا ونساء

وجزاك الله كل الخير

تحياتى

إبنكم

محمد فوزى

Unknown said...

استاذنا الفاضل
لام اكن اود الرد على تعليقكم على موضوعى الاخير هنا ولكن تعليقك استفزنى
انت تقول
----------------------------
القول بأن الحكومة غير مسئولة عن حل مشاكلنا وعلى المجتمع المدني أن يتصدى لهذه المشاكل بالجهود الذاتية قول مغرض وجاف للحقيقة.
------------------------------------
وانا لم اقل هذا الكلام
انا قلت لو انتظروا الحل من صاحب الحل ( اقصد الحكومة ) وهذا دورها وواجبها فلن تحل تلك المشاكل
هذا كلامى
من اين جئت بكلامك هذا ؟
استاذى الفاضل انا لا حزب وطنى ولا اخوان ولا غيرهم من الاحزاب او الجماعات
انا مواطن مصرى عربى مسلم اتمنى الخير للجميع ولا اقول الا ما اعتقد انه صواب ويمثل راييى الخاص وربما حضرتك من اكثر الناس الذين اتواصل معهم واعلق على موضوعاتهم واكيد بيظهر فى ردوودى هذا الذى اقوله ..انا مسلم مستقل ارعى الله فيما اقول
اسف للاطاله ولكن وجب التصحيح

سبهللة said...

اول زيارة لمدونتك
واسلوبك الجميل شدنى لقارةء الموضوع من اول حرف لاخر حرف
تحياتى لك
وبالتوفيق ان شاء الله